التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور: رحلتي من خلف الشاشة إلى الإلقاء

بواسطة khalid al rasheed

بقلم: أمل عثمان، شريك الاتصال المؤسسي في شركة إنستنكتيف بارتنرز للعلاقات العامة

لدي اعتراف أدلي به… طوال مسيرتي في مجال الاتصال المؤسسي الممتدة لأكثر من 20 عامًا، قمت بتوجيه وتدريب أكثر من مائة متحدث رسمي في جميع أنحاء العالم. إلا ان تجربتي الأولى في الوقوف أمام الميكروفون كانت الأسبوع الماضي، فلطالما كان التحدث أمام الجمهور عقبة كبيرة بالنسبة لي. لذا فضّلت الجلوس خلف لوحة المفاتيح الخاصة بي لصياغة نقاشاتي وسرد أفكاري بأريحية.

وبصفتي كاتبة شغوفة، وجدت الراحة في التعبير عن نفسي من خلال الكلمات المطبوعة. كنت واثقة من قدرتي على التواصل بفعالية من خلال النصوص. ومع ذلك، أدركت أن هناك عالما كاملا من التواصل كنت قد افتقدته عبر تجنبي لفرص التحدث أمام الجمهور.

فمن خلال عملي عن كثب مع الرؤساء التنفيذيين في مجال التدريب الإعلامي، وصياغة الخطاب، وصناعة الشخصية العامة، شهدت القوة التحويلية للتواصل العام الفعال. وأصبح من الواضح بالنسبة لي أنني بحاجة إلى الخروج من وراء الكواليس ومشاركة قدرات منظمتنا وتحدياتها وقصص نجاحها مع العالم.

لذا قررت القيام بالتغيير وخوض التحدي.

أعترف أن الخروج من منطقة الراحة لم تكن بالرحلة السهلة، إلا أنها كانت مجزية بشكل لا يصدق. وهذه هي الخطوات السبع التي اتخذتها للتغلب على خوفي والتمكن من فن الخطابة:

المراقبة: بادر في حضور الندوات وراقب المتحدثين أثناء أداء عملهم. إن رؤية الآخرين يتألقون ويتعثرون على خشبة المسرح قد أزال الغموض عن العملية بأكملها. فقد جعلني ذلك أدرك أن لكل شخص أسلوبه الخاص، وأنه لا بأس من ارتكاب الأخطاء. وهنا يمكنك ملاحظة ما قد ينجح وما لا ينجح معك.

خطوات صغيرة: دع بداياتك في التحدث تكون ضمن دائرة صغيرة ومغلقة لأنها تمدك بمنطقة أمنة لبدء رحلتك. يسرت لي فرصة مناقشة المواضيع مع عدد قليل من الزملاء القدرة على بناء الثقة.

صياغة روايتك: ابدأ بصياغة سرد قصصي للجمهور أوسع. استفد من تجاربك الشخصية واستخدمها للتواصل مع جمهورك بشكل أعمق. واعلم أن الناس يتذكرون القصص أكثر من الحقائق والأرقام.

التدريب والممارسة: تدرب على روايتك وادعمها بالبراهين. وتدرب على خطابك حتى تشعر بالراحة في إلقائها. ولا يمنع أن تقوم بتسجل أدائك صوتيا لتحليل نقاط القوة والضعف. كما يمكنك طلب آراء الزملاء أو الموجهين الذين تثق بهم لتقييمك.

انضم إلى شبكة مهنية: أحط نفسك بمحترفين يشابهونك التفكير. فبانضمامك إلى هذه الشبكات ستحصل على فرص قيمة للممارسة والتوجيه والتواصل. ابحث عن نوادٍ حوارية أو منظمات مثل توست ماسترز الدولية.

شارك في حلقات نقاش: اتخذ خطوتك التالية بالمشاركة في حلقة نقاش. سيمنحك هذا الفرصة للتفاعل مع الآخرين على المسرح ومشاركة خبرتك في بيئة أكثر استرخاءً. وجدتها طريقة رائعة للبدء في الخطابة واكتساب الثقة.

امتلك المسرح: أخيرا، خذ زمام المبادرة وقدم أول خطاب منفرد أمام الجمهور. تذكر أنك قد بنيت الثقة اللازمة للنجاح. اغتنم الفرصة لمشاركة معرفتك وخبرتك مع جمهور أوسع.

باتباعك لهذه الخطوات يمكنك التغلب على رهاب المسرح وأن تصبح أكثر ثقةً في تواصلك. ولا تنسى أن الخطابة لا تعني المثالية في الإلقاء، بل المصداقية والوصول للجمهور. وتذكر أن الجميع مر بلحظات الخوف من التحدث علنًا، ولكن بالممارسة

ستحقق النجاح.

 

اخبار ذات صلة

Leave a Comment