هل يمكنك تزويدنا بنظرة عامة عن الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) وانتشاره في المملكة؟
يُعتبر فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) من الفيروسات الشائعة التي تسبب أعراضًا تشبه أعراض البرد. وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص يتعافون منه خلال أسبوع أو أسبوعين، إلا أن الفيروس قد يكون خطيرًا بشكل خاص على بعض الفئات، مثل الرضع، وكبار السن فوق 60 عامًا، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. يمثل الفيروس أحد الأسباب الرئيسية للأمراض التنفسية لدى الأطفال الصغار، ويمكن أن يؤدي إلى حالات أكثر خطورة مثل التهاب القصيبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي.
ينتشر فيروس الجهاز التنفسي المخلوي من خلال الاتصال المباشر بإفرازات الجهاز التنفسي أو من خلال الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. يمكن أن يبقى الفيروس حيا و نشطا لساعات على الأسطح مثل مقابض الأبواب وأسطح العمل، مما يزيد من احتمالية انتقاله في الأماكن التي يتم فيها الاتصال الوثيق بين الأفراد مثل المدارس والمنازل.
ما هي التحديات الرئيسية التي يسببها الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) في المملكة العربية السعودية؟
في المملكة العربية السعودية، يصبح الفيروس أكثر انتشارًا بعد فصل الصيف، وخاصة خلال فصلي الخريف والشتاء.و يرتبط هذا النمط بالتغيرات في المناخ وزيادة الأنشطة المجتمعيه مثل العودة إلى المدارس و التواجد الغفير لإفراد المجتمع في بعض المناسبات ، و إستضافة المملكة لأعداد غفيرة من المعتمرين خلال اشهر السنه مما قد يساهم ذلك فى زيادة انتشار الفيروس و إرتفاع معدلات انتقال العدوى و الإصابة مضيفا بذلك عبأ إضافيا فى إشغال ألأسرة و استهلاك الخدمات الصحية في المنشاءت الصحية خلال موسم انتشار الامراض التنفسية الموسمية الأخرى مثل الأنفلونزا.
يتعرض بعض أفراد المجتمع من ذوي المناعة الضعيفة مثل الرضع و الأطفال الصغار وكبار السن عند اصابتهم بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي لمخاطرالمضاعفات الصحية البالغة مثل الإلتهابات الرئوية الحاده قد تؤدى الي الوفاة – لا قدر الله – ، خاصة إذا كانوا يعانون من حالات مرضية مزمنة مثل أمراض القلب و السكرى و إرتفاع ضغط الدم وأمراض الرئة المزمنة.
هذا التحدي الكبير لطبيعة الفيروس و سرعة انتشاره يجعلنا أمام واقع يحتم علينا تبني السبل الوقائية لمنع الإصابة و ذلك من خلال رفع ثقافة و وعي أفراد المجتمع و بالأخص المعرضين للخطر من فئة الأطفال و كبار السن ، و ليصبح هناك إدراك و سلوك مجتمعي يحد من الإصابة مثل تبني ثقافة غسل الأيدي و استخدام الكمامات و المعقمات اليدوية و تلقى التحصين ضد فيروس الإلتهاب التنفسي المخلوي ، هذا من جهه ، و من جهة أخرى إبراز الفريق الطبي من أطباء و تمريض و فنيين دورهم الأساسي فى التعرف علي الفئات المعرضة لخطر الإصابة و القيام بالتشخيص المبكر و العلاج الفعال ، و توعية افراد المجتمع بأهمية تلقى التحصين اللازم .
كيف يتم تشخيص وعلاج الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) حاليًا في المملكة العربية السعودية؟
يبدأ الأطباء عادةً بالتقييم السريري بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض. تشمل الأعراض الشائعة السعال والصفير وصعوبة التنفس والحمى وسيلان الأنف. و يمكن أن تكون ضعف الشهية و سوء التغذية والتهيج أيضًا علامات على الإصابة بفيروس المخلوي التنفسي لدى الأطفال الرضع . ومع ذلك ففى معظم الأحيان تكون أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي مماثلة لأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، الأمر الذى قد يستدعي إجراء فحوصات مخبرية تشخيصية أكثر تحديدًا, مثل أخذ مسحة من البلعوم الأنفي و اختبار العينة للكشف عن وجود الفيروس باستخدام طرق مثل الكشف السريع عن المستضدات أو اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل.
في الحالات الأكثر تدهورا عندما يُشتبه في وجود التهاب رئوي أو مضاعفات أخرى في الرئة يتم إجراء بعض الفحوصات المخبرية و ألأشعة السينية للصدر أوأشعة مقطعية للتحقق من وجود التهابات رئوية أو أي مضاعفات أخري.
أما فيما يتعلق بالوقاية، فمن المهم الإشارة إلى أن هناك لقاحات جديدة تهدف إلى حماية الرضع من خلال تحصين الأمهات أثناء الحمل ,و تحقق الحماية لكبار السن ومع ذلك، اما فيما يتعلق بالعلاج فيجب على المريض استشارة الطبيب لتقييم حالته الصحية و التي قد تكون بسيطة و تحتاج الي علاجات عرضية بسيطه فى المنزل لتخفيف الحرارة و الإحتقان بالحلق و تسكين الالآم العضلات و المفاصل . أما إذا كانت الإصابة بليغة وظهرت بعض المضاعفات التى قد تهدد سلامة المريض فقد يتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى وتلقي العلاج بالأوكسجين و السوائل الوريدي وقد يستدعي الأمر الى تركيب أجهزة التنفس الصناعي تحت إشراف أطباء العناية المركزة .
ما الذي يمكن فعله لتحسين الرعاية والدعم لمرضى الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) في المملكة العربية السعودية؟
بفضل من الله ثم الجهود المباركة التي بذلت فى تطوير نظامنا الصحي بالمملكة اصبح مجتمعنا فى مأمن باذن الله من ألأمراض الوبائية و التفشيات المرضية الخطيرة ، لكن تبقى الأمراض التنفسية الموسمية تحدي لكل النظم الصحية فى العالم قاطبة ، لذلك فإن للمجتمع دور فى تبني السلوكيات الوقائية بتلقى المعلومات الصحية السليمة من ذوي الإختصاص من الأطباء و المثقفين الصحيين و عدم الإنجراف مع المصادر المغلوطة و المضلله فى مواقع التواصل الإجتماعي و التي تروج لعلاجات غير مثبتة طبيا و تدعو للعزوف عن التحصينات المعتمدة ، و على الأطياء و العاملين الصحيين بذل الجهد المضاعف خلال مواسم الإلتهابات التنفسية لوقاية المعرضين للخطر و تبني سبل التشخيص و العلاج السليم المبني على المنهجيات العلمية الموصى بها من وزارة الصحة و الجهات العلمية الموثوقة .
كيف ترى تطور إدارة الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) في المملكة في المستقبل؟
قطعت المملكة العربية السعودية شوطا كبيرا فى مجال الوقاية من الفيروس التنفسي المخلوي ، حيث بادرت وزارة الصحة بحملات التطعيم لكبار السن فوق سن 60 عاما ، و بذلك تصبح المملكه خامس دولة فى العالم تبادر في حماية مجتمعها ضد الفيروس ، و تحرص الوزارة فى ادراجها للتتحصينات الجديدة جلبها لأفضل أنواع التحصينات المعتمدة من حيث جودة التحصين و الحماية و أيضا السلامة من المضاعفات ، و قريبا قد يتم إدراج التحصين لدى الأمهات الحوامل لتحقيق الحماية الكافية للأطفال الرضع خلال الشهورالأولى لهم بعد ولادتهم