1. هل يمكنك الحديث باختصار عن تواجد شركة موديرنا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط.
تلتزم شركة موديرنا بتحقيق التقدم في مجال الصحة العامة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع. وعبر مرور الزمن، كان لدينا تعاون وثيق مع الهيئات الصحية والشركاء الإقليميين لضمان تسهيل الوصول إلى لقاح كوفيد-19 الذي ننتجه.
وفي المدى القريب، نحن مستعدون لتقديم الدعم للمملكة ومنطقة الشرق الأوسط من أجل نشر لقاح كوفيد-19 المحدث لتعزيز حملات التطعيم خلال العام الجاري وما يليه.
ومن منظور طويل الأمد، نعتقد أن منصة الحمض النووي الريبوزي الناقل يمكنها المساعدة في مواجهة التحديات الصحية الكبرى- بدءاً بالأمراض التي تؤثر على حياة الملايين، وصولاً إلى العلاجات المخصصة للأفراد على مستوى شخصي. وتحقيقاً لهذه الغاية، فإننا نرغب في نقل مستقبل ابتكار الخاص بالحمض النووي الريبوزي الناقل إلى المنطقة، وذلك للتركيز على مناطق جديدة تشمل فيروس الجهاز التنفسي المخلوي والأمراض النادرة والأورام.
وعلى مدار السنوات الأربع المقبلة، نعتزم استكشاف فرصة تحقيق تواجد مباشر في المنطقة وتقديم الدعم للحكومات والهيئات الصحية الحكومية عبر الاستعداد لأي جائحة. وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 والطوارئ الصحية الأخرى أن الدول يجب أن تكون جاهزة للاستجابة لمخاطر الأمراض المعدية بخطط استعداد مصممة لهذه الغاية.
ومن أجل ذلك، عملنا مؤخراً مع العديد من الحكومات لتسهيل وصول قدرات تصنيع لقاح الحمض النووي الريبوزي الناقل لدعم منظومة الأمن الصحي. ويمكن لذلك أن يساعد الدول على الاستجابة السريعة للأزمات الناشئة باستخدام لقاحات مصنعة محلياً وخاصة بكوفيد-19 والأمراض التنفسية الأخرى. وقد جرى الإعلان عن بعض الاتفاقيات في هذا السياق مع كل من كندا وأستراليا والمملكة المتحدة.
وسنبقى ملتزمين بالعمل مع الهيئات المختصة والمجتمعات المحلية لتصميم حلول رعاية صحية ملائمة لاحتياجاتها، وذلك لضمان بقائنا شريكاً قوياً في تطوير مستوى المخرجات الصحية عبر منطقة الشرق الأوسط.
2.برأيكم، ماهي أبرز المفاهيم الخاطئة الشائعة حول التحصين التي تؤثر على مزودي الرعاية والسكان متعددي الثقافات؟
هناك عدد من المفاهيم الخاطئة الشائعة عن التحصين حول العالم. وغالباً، تكون مسبباتها متشابهة خارج الحدود أيضاً، الأمر الذي يشير إلى أن مخاوف الناس مشتركة.
وعلى سبيل المثال، توجد بعض المفاهيم الخاطئة حول سلامة اللقاح، الأمر الذي تجري صناعته وتضخيمه عبر المعلومات المغلوطة والافتقار إلى فهم كيفية وضع اللقاح تحت اختبارات قاسية؛ للتأكد من سلامتها وفعاليتها قبل اعتمادها وتوفيرها. ولذلك، فإنه من الضروري لمزودي الرعاية الصحية أن يتواصلوا بشأن الاختبارات المكثفة التي يخضع لها اللقاح، وذلك لمناقشة الأنظمة القائمة لمراقبة سلامة اللقاح بعد اعتماده.
أما المفاهيم الخاطئة الأخرى، فإنها تشمل الأشخاص الذين يعتقدون أن اللقاحات غير ضرورية. ويمكن لهذا المفهوم أن يقود إلى التهاون والحد من معدلات أخذ اللقاحات، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بتلك الأمراض كما يحصل حالياً بشأن مرض الحصبة. ولذلك، فإن مواصلة تسليط الأضواء على دور اللقاحات أمر حيوي في الحفاظ على تلك الامراض تحت السيطرة، إلى جانب حماية الصحة العامة حول العالم.
3. ماهي اللقاحات الأساسية الموصى بها للكبار، وكيف يمكن لشركة موديرنا تعزيز أهمية تلك اللقاحات في الحفاظ على صحة الفرد والمجتمع؟
الحقيقة أن كوفيد-19 لا يزال يمثل خطراً على الصحة العامة حول العالم، وبخاصة بالنسبة للمسنين والفئات الأكثر تعرضاً للأمراض من السكان. ويواصل الناس مواجهة نتائج خطيرة جراء كوفيد-19، ويشمل ذلك مضاعفات مثل التعرض لإصابة طويلة بالمرض والدخول إلى المستشفى. وتظهر البيانات أن حماية اللقاح تختفي مع مرور الوقت، الامر الذي يبرز الحاجة إلى اللقاح الموسمي، وبخاصة مع ظهور متحورات جديدة. وبحكم أن الفيروس موجود ليبقى، فإن الدول تحتاج إلى التفكير بشأن الاستعداد والدور الذي يؤديه اللقاح في حماية السكان فيما يتعلق بالتكيف مع المتحورات الناشئة.
إن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي هو فيروس تنفسي موسمي يقود بشكل اعتيادي إلى أعراض شبيهة بالزكام، لكنه يمكن أن يؤدي إلى إصابة تنفسية حادة وأمراض في المسار التنفسي السفلي- وبخاصة لدى الأطفال وكبار السن. وتؤيد البيانات أهمية اللقاح في مواجهة فيروس الجهاز التنفسي المخلوي عالمياً، إذ إنه يؤثر على نحو 64 مليون شخص والتسبب في 160 ألف حالة وفاة سنوياً. وقد وجد أن العبء الاقتصادي، الذي تكبده الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي على أنظمة الرعاية الصحية، هائل، ويؤكد الحاجة إلى رسم استراتيجيات للوقاية من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي من أجل تخفيف ذلك العبء.
ويعد توفير اللقاح ضد الانفلونزا أحد أهم معايير الصحة العامة للوقاية من المرض وحماية الأفراد والمجتمعات، وبخاصة الفئات الأكثر تعرضاً مثل الأطفال الصغار وكبار السن والأفراد من ذوي المناعة الضعيفة. إن الوقاية من حالات الأنفلونزا يمكن أن يساعد أيضاً في الحد من الأعباء المفروضة على منشآت الرعاية الصحية، الامر الذي يتيح لها التركيز على الاحتياجات الصحية الأخرى. ولدى شركة موديرنا حالياً لقاح تجريبي للأنفلونزا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية (الحمض النووي الريبوزي 1010)، إلى جانب 4 لقاحات في المرحلة الثانية من التجارب.
إننا نعمل حالياً على تطوير لقاح تجميعي لكل من الأنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس التنفسي المخلوي لحماية الصحة العامة. إن تلك الفيروسات تؤدي إلى الوفاة والدخول على المستشفى للعديد من الأشخاص حول العالم، ولذا يمكننا الجمع بينها في لقاح موحد؛ ليكون الأثر المتوقع على الصحة العامة والالتزام بقواعدها كبيراً.
وتركز موديرنا على أهمية اللقاحات بالنسبة للبالغين من خلال العمل على تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي الناقل، الذي يمنح الأمل في مواجهة الأمراض المعدية الناشئة. ونحن أيضاً ندعم اللقاحات من خلال الانخراط في حملات تثقيفية عامة لرفع الوعي بفوائد التحصين والشراكة مع الهيئات الصحية ومؤسسات الرعاية الصحية؛ لضمان سهولة الوصول إلى اللقاح.
4. نرجو منكم أن تحدثونا عن شراكات شركة موديرنا (يمكنكم مشاركة قصص النجاح أو الدراسات لحملات التحصين التي قادت إلى تحسن ملموس في الصحة العامة أو الوقاية من المرض)؟
يؤدي التعاون دوراً هاماً في تقدم لقاحات الحمض النووي الريبوزي الناقل لمجموعة واسعة من الامراض، يشمل الوقاية من الامراض المعدية. وفي مطقة الشرق الأوسط، نجحنا في إقامة شراكة مع الحكومات والهيئات الصحية لضمان الوصول وتسهيل نشر لقاحات كوفيد-19 في بلدان مثل المملكة العربية السعودية والكويت، وغيرها.
وأبعد من دورنا المتمثل في دعم التحصين، نعتقد أن هناك فرصاً متاحة للشراكة وتبادل التقنية والمعلومات في منطقة الشرق الأوسط. وفي دولة مثل السعودية، على سبيل المثال، نتفهم أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تقدّر الشراكات بين القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي والمنظمات العالمية، وذلك لتحقيق التطلعات بالتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
وفي مارس 2022، وضمن العمل في إطار استراتيجية الصحة العامة، أطلقنا برنامجاً جديداً حول الوصول للحمض النووي الريبوزي الناقل، الذي يتيح للباحثين حول العالم إمكانية استخدام تقنية الحمض النووي الريبوزي الناقل لاستكشاف لقاحات جديدة ضد الأمراض المعدية، سواء كانت ناشئة أم مهملة.
ولشرح المزيد حول التأثير المحتمل للقاحات الحمض النووي الريبوزي الناقل، يعد الوصول إلى البرنامج مخصصاً لإطلاق قدرات التصنيع قبل السريرية، وكذلك الأبحاث وخبرات التطوير للشركاء العالميين؛ حتى يمكننا استكشاف قدرات الحمض النووي الريبوزي على معالجة أخطر تهديدات الصحة العامة.
5. هل يمكنكم تقديم رؤيتكم حول أبحاث شركة موديرنا وتطوراتها واستثماراتها والتقنيات التي توظفها في سبيل زيادة الإمدادات وتوزيع الجرعات لمراكز التلقيح ومنشآت الرعاية الصحية والمجتمعات?
تعكس خططنا في الاستفادة من الحمض النووي الريبوزي الناقل تقدمنا المستمر، الذي نحرزه ضمن البرامج السريرية حالياً، وذلك من أجل تطوير العمل لإنتاج أدوية الحمض النووي الريبوزي الناقل لمجموعة واسعة من الأمراض والحالات. وتغطي خططنا لقاحات الأمراض المعدية (تشمل المرحلة الثالثة من التجارب ضد الفيروس المخلوي التنفسي والأنفلونزا والجيل التالي من مزيج كوفيد-19 والأنفلونزا)، وكذلك اللقاحات الكامنة والعامة والمواد العلاجية.
وخلال رحلتنا المستمرة من الأبحاث والتطوير، نتوقع استكمال تلبية متطلبات سوق جائحة كوفيد-19 عبر إحراز تقدم بالنسبة للجيل التالي من لقاحات كوفيد-19. وفي هذا السياق، فإن الجيل التالي من لقاحات كوفيد-19 المخزنة في الثلاجات والحمض النووي الريبوزي الناقل-1283 كانت متوافقة مع أهداف المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، حيث أبرزت استجابة مناعية أعلى ضد سارس-كوف2، مقارنة باللقاحات المرخصة سابقاً. ومن المتوقع أن يكون التخزين والصلاحية والحقنة المعبأة مسبقاً للحمض النووي الريبوزي الناقل-1283 عوامل مساعدة في تعزيز إمدادات اللقاحات وتخفيف العبء عن مزودي خدمات الرعاية الصحية، والمساعدة في تسريع الوصول إلى الأسواق مثل الشرق الأوسط، وذلك في ظل الظروف الجوية الحادة.
وعلاوة على ذلك، نعمل حالياً على مجموعة من اللقاحات التجميعية لكل من كوفيد-19 والفيروس التنفسي المخلوي والأنفلونزا، والتي إذا حصلت على الموافقات المطلوبة، فإنها قد تساعد في استيعاب اللقاح وتوفير حماية إضافية للسكان حول العالم.
6.هل ترغب بإضافة شيء آخر؟
إن الإمكانات، التي تحملها منصة الحمض النووي الريبوزي الناقل، يمكنها إحداث تحول طبي، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، بل في جميع أنحاء العالم، وهو أمر حقيقي. وفي نهاية المطاف، بنيت شركة موديرنا على فرضية توجيهية بأنه إذا كان استخدام الحمض النووي الريبوزي الناقل مفيداً لعلاج مرض واحد، فإنه يجب أن يكون مفيداً للعديد من الامراض.
وتتجاوز المنصة فكرة وجود مسبب واحد أو مرض أو جائحة. إنها تتعلق بالصحة العامة وتعزيز أثر الأدوية والعلاجات الخاصة بالحمض النووي الريبوزي الناقل. وبحكم أن الحمض النووي الريبوزي الناقل هو جزيء لحفظ المعلومات، فإن نظريتنا ترتكز على ذلك دائماً. وإذا استثمرنا في العلوم على مرور الزمن، فإنه بإمكاننا إنشاء تطبيقات متعددة لهذه التقنية، وتغيير طريقة صناعة الدواء بشكل هائل.
وبالنسبة لقصة الحمض النووي الريبوزي الناقل في منطقة الشرق الأوسط والدور الذي يؤديه في التحول الطبي على المدى الطويل، فإن هذه مجرد بداية. ومع مضي الوقت، نتوقع أن العلاجات المستندة على الحمض النووي الريبوزي الناقل، يمكنها أن تصبح الخط الأول لعلاج العديد من الامراض الخاصة بالمنطقة مثل السرطان. وقد أظهرت الاختراقات العلمية الأخيرة في العلاج المناعي للسرطان أن الاستجابة للأورام السرطانية القوية، يمكن تحيقها عبر تفعيل مولد المضاد المحدد للخلايا (T) في ظروف مختلفة للسرطان. ونتوقع أن يؤدي الحمض النووي الريبوزي الناقل دوراً أساسياً في معالجة الامراض النادرة وأمراض المناعة الذاتية.