توم أيكنز و عالم الطبخ الاحترافي

بواسطة mahdia

توم أيكنز واحداً من أشهر الطهاة البريطانيين وأكثرهم إبداعاً في المملكة المتحدة. ونشأ توم في مدينة نورفولك، حيث قضى معظم أوقات طفولته يساعد والدته في أعمال المطبخ والبستنة، بينما عمل والده في صناعة شراب العنب الفاخر. وهكذا أصبح الطهو محط اهتمامه منذ الصغر، وتعلّم كيف يختار أجود المكونات الطبيعية وازداد شغفه بطرق تحضير الطعام. واعتاد توم في طفولته التعاون مع شقيقه التوأم روب لمساعدة والدتهما في تحضير الكعك والبسكويت والمربيات والصلصات والوجبات المُحضرة باستخدام الخضار الطازجة من حديقة المنزل. وكانت والدة توم شغوفةً باستخدام المنتجات المحلية، ما سمح لتوم التعرف مباشرةً على الأنواع المختلفة من الخضار الموسمية التي شكّلت مكوناً رئيسياً في وجبات العائلة اليومية.

وتعرّف توم خلال قضاء أشهر العطلة في فرنسا على المطبخ الفرنسي الذي ألهمه للدخول إلى عالم الطبخ الاحترافي وتطوير مهاراته في الطهو. والتحق توم بكليّة نورويتش الفندقية، وحصل على شهادة متقدمة في خدمات المطاعم عام 1989، ثم بدأ مهنته في مطعم كافالييز الحائز على نجمة ميشلان في منطقة باترسي بلندن. وانتقل بعدها للعمل في فندق ذا كابيتال تحت إشراف فيليب بريتن، ثم عمل مع بيير كوفمان في مطعم لا تانت كلير، حيث أصبح طاهياً رئيسياً في الفترة التي حاز فيها المطعم على ثالث نجمة ميشلان. كما عمل توم لاحقاً في مطعم الشيف جويل روبوشون في باريس، ومطعم الشيف جيرارد بوييه في مدينة رانس، بالإضافة إلى مطعم بييه أ تير، حيث أصبح توم أصغر شيف بريطاني يحصل على نجمتي ميشلان بعمر 26 عاماً فقط.

وقرر توم في عام 2000 أن يأخذ استراحةً من العمل في المطاعم ويدخل إلى عالم الزراعة، حيث أطلق متجر ديلزفورد أورجانيك بالتعاون مع سيدة الأعمال البريطانية كارول بامفورد. وحرص توم على تعلم المزيد حول المنتجات العضوية المحلية وأهمية تتبع منشأ المنتجات والالتزام بمعايير الاستدامة، كما عزّز خبرته في أصناف اللحوم وتعاون مع المزارعين لانتقاء أفضل أنواع الماشية للمتجر الزراعي.

مسيرة المطاعم:

2014-2003: استمر توم بالعمل في المزرعة لثلاثة أعوام قبل أن يعود متحمساً إلى مجال المطاعم، حيث افتتح مطعمه الفاخر الذي يحمل اسم توم أيكنز، والذي حصد نجمة ميشلان قبل أن يرتفع تصنيفه نجمتين إضافيتين في عام 2009.

2015: طلب نيك جونز من توم أن يكون مستشاراً ومشرفاً على نادي سوهو فارمهاوس بين عامي 2015 و2017. وشملت مهام توم تطوير المطابخ وإنشاء قوائم الطعام للمزرعة الرئيسية ومتجر اللحوم ومدرسة الطبخ ومطابخ الشواء والتشاركوتيري، إلى جانب الإشراف على سير العمليات وتعزيز الإنتاجية. وقدّم توم تشكيلةً متنوعة من المنتجات المحلية، مثل العسل الطبيعي المستخرج من خلايا النحل الخاصة بالنادي، كما تعاون مع رئيسة البستانيّين آنا جرينلاند، التي عمل معها سابقاً في سوق الخضار التابعة لفندق مانوار أو كواسيزون. وتألفت قوائم الطعام من مكوناتٍ محلية ومحاصيل تمت زراعتها في أرض النادي على مدار العام، ما يجسّد مبادئ توم الراسخة في تقديم منتجاتٍ عضويةٍ طازجة من المزرعة إلى المائدة مباشرةً.

2018: أطلق توم مطاعم ماركت، وأوك روم، وألبا تراس ضمن فندق إديشن في أبوظبي، الوجهة الفريدة التي تحمل توقيع إيان شراجر بالتعاون مع شركة ماريوت الدولية.

ويفتح مطعم ماركت أبوابه على مدار اليوم، ويركز على الطعام الصحي وتجنب الهدر والمكونات الطبيعية القادمة من المزرعة إلى المائدة مباشرةً.

فيما يحاكي مطعم أوك روم تصميم المطاعم الإنجليزية التقليدية، مع لمسة مستوحاة من حقبة الروك آند رول في بريطانيا، حيث يفخر المطعم بتقديم أجود أنواع المنتجات الطبيعية ولحوم العجل الفاخرة. ويجمع المطعم العصري بين الفخامة والأجواء العملية، إذ يغلب مفهوم البساطة على القائمة التي تزخر بأشهى الأطباق البريطانية التقليدية.

أما المطعم الثالث فهو ألبا تراس المستوحى من أجواء البحر المتوسط، ويقدم تشكيلةً من وجبات الغداء الخفيفة والأطباق التشاركية اللذيذة. ويتفرّد المطعم بتصميمٍ عصري يتميز بركن المشروبات الكبير المطلي بالنحاس، والجدران المكسية بخشب البلوط البني الفاتح، مع ستائر شفافة ونباتاتٍ خضراء نابضة بالحياة، ما يضمن تجربةً مميزة تحاكي أجواء الجنوب الفرنسي وإقليم بروفانس والسواحل الإيطالية الساحرة.

2020: يُعد مطعم ميوز أحدث إضافة إلى سلسلة مطاعم توم أيكنز. ويقع المطعم ضمن منزل لندني تقليدي في منطقة بلجرافيا جرى تجديده ليعطي تجربة حصرية بسعة 25 عميلاً فقط. ويتميز المطعم بتجربة المطبخ المفتوح، حيث يختار الضيوف الجلوس على الطاولة العادية أو المقابلة للمطبخ مباشرةً. ويمثّل المطعم ثمرة سنواتٍ قضاها توم في البحث عن الموقع المثالي لوجهته القادمة، والتي تقدم تجربةً مثالية لا تُنسى تجمع بين الطعام الشهي والديكور العصري وأرقى مستويات الخدمة.

ويملك المطعم مكانةً مميزة لدى توم، إذ يجسّد سنواتٍ من التجارب والخبرات والأحداث المحورية في حياة الطاهي البارع. وابتكر توم قوائم التذوق الموسمية بإلهامٍ من ذكريات طفولته ومسيرته المهنية الغنية. وتتميز الأطباق في مطعم ميوز بالبساطة، حيث يسلط كلُّ طبقٍ الضوء على مكونٍ أساسي واحد ليروي قصةَ سنواتٍ طويلةٍ من الخبرة.

وشهد مطعم ميوز عند افتتاحه أصداءً إيجابية من النقّاد الذين وصفوا قائمته بأنها “عبقريةٌ خالصة”.

وحاز المطعم ميوز على أول نجمة ميشلان في يناير 2021، رغم أن المطعم فتح أبوابه لمدة 7 أشهر فقط خلال عام 2020 بسبب القيود المفروضة على المطاعم والمنشآت. كما حصد المطعم عدداً من الجوائز، مثل جائزة “أفضل تجربة تناول طعام” من جوائز مطاعم هاردنز لندن في سبتمبر 2021، وجائزة “أفضل تصميم لمطعم” من جوائز تصميم المطاعم وأركان المشروبات في أكتوبر 2021.

ميوزيت من توم أيكنز:

أطلق توم تجربة تناول طعام جديدة استجابةً لأزمة كوفيد-19، والتي تضم قائمة طعام من ثلاث وجبات يمكن طلبها عبر الإنترنت وتوصيلها إلى المنزل. وتصل الأطباق شبه جاهزة إلى العملاء، وما عليهم سوى إضافة اللمسات النهائية عليها والاستمتاع بتناولها من راحة منازلهم.

2021: افتتح توم في نوفمبر مطعم تومز في فندق لانغهام في إندونيسيا، وتحديداً ضمن حي سوديرمان المركزي للأعمال في جاكرتا. ويتميز المطعم، من موقعه في الطابق 62 من الفندق، بأرضيةٍ من الموازييك الإيطالي من علامة سيتشيس، وكراسٍ فاخرة من علامة نول، ومقاعد جلدية مريحة وثريات متلألئة بطابعٍ تاريخي، ونوافذ تمتد من الأرض حتى السقف لتوفر إطلالةً مذهلة على أفق مدينة جاكرتا. ويجمع مطبخ المطعم بين الطابعين الإنجليزي والفرنسي مع لمساتٍ بسيطة، ويستخدم تشكيلةً من أجود المكونات والمنتجات الموسمية.

2022: يتعاون توم مجدداً مع مجموعة فنادق إديشن لافتتاح مطعم جديد في طوكيو خلال الربع الثاني هذا العام. ويجمع المطعم بين الطابع الياباني العصري واللمسات الغربية، ويقدم تشكيلةً من الأطباق الموسمية المُحضرة باستخدام أجود تقنيات الطهو المتنوعة.

ومن المقرر أن يفتتح توم وجهتَين جديدتَين في قطر خلال الربع الثاني من العام، الأولى هي مطعم نوى في الطابق الرابع من 1-2-3 متحف قطر الأولمبي والرياضي المتصل مع استاد خليفة الدولي. ويركّز المطعم على مفاهيم الصحة والعافية، ويقدم تشكيلةً متنوعة من الأطباق الصحية المُحضرة من أجود المكونات الموسمية. ومن المتوقع أن يصبح المطعم الفاخر الوجهة المفضلة لمحبي الطعام الصحي واللذيذ في قطر.

أما الوجهة الثانية فهي 1-2-3 كافيه الواقعة في الطابق الأرضي من المتحف، والتي توفر للزوار تشكيلةً من المشروبات والمأكولات الطازجة والشهية، إضافةً إلى خيار الطلبات الخارجية الذي يدعم نمط الحياة الصحي.

الفعاليات:

يملك توم خبرات متميزة في خدمات تقديم الطعام للفعاليات الخاصة وفعاليات الأعمال على حد سواء.

2014: حفل خاص بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس مجموعة جروسفينور العقارية في هونغ كونغ لمجموعة من 500 ضيف.

2015: وفّر توم خدمات تقديم الطعام لوزارة التجارة والاستثمار البريطانية في عدة وجهات عالمية مثل إسطنبول ودبي وميلان. وابتكر توم، بالتعاون مع أنتون موسيمان، قائمة الطعام الخاصة بإكسبو ميلان. كما شارك توم في لجنة تحكيم الجناح البريطاني، المُصمم بواسطة الفنان وولفغانغ بوترس على هيئة هيكلٍ ضخم يعكس أهمية النحل.

2017: تصميم وتنفيذ قائمة الطعام الخاصة بالحفل المقام بمناسبة الذكرى المئة وخمسين لإطلاق الخطوط الجوية البريطانية في هونغ كونغ، والتي جمعت بين المنتجات البريطانية الأصلية وأطباق المطبخ الصيني.

2018: شارك توم في مهرجان الابتكار العظيم في هونغ كونغ، حيث حضّر قوائم طعام تستعرض أطباقاً بريطانية بلمسةٍ آسيوية. كما قدم توم عرضَين لتعليم الطبخ للجمهور، ووفر خدمات تقديم الطعام لثلاث فعاليات خاصة استضافت ما يزيد على 300 شخص من أبرز المؤثرين والسيدات ورواد الأعمال في الصين.

كتب تعليم الطبخ:

نشر توم ثلاثة كتب أولها كتاب (Cooking)عام 2006، ثم كتاب (Fish) عام 2008، وكتاب (Easy) عام 2011

اللقاءات التلفزيونية:

شارك توم في لقاءاتٍ تلفزيونية عديدة، حيث وصل إلى المرحلة النهائية من برنامج المنافسات جريت بريتيش مينيو عام 2013 على قناة بي بي سي 2، والذي تعود أرباحه لصالح مؤسسة كوميك ريليف الخيرية. وأصبح توم بعدها من أعضاء لجنة التحكيم الدائمين في البرنامج وفي حلقات ذا إكسترا سلايس الخاصة ببرنامج جريت بريتيش بيك أوف. وظهر توم مجدداً في برنامج جريت بريتيش مينيو عام 2020، حيث اشترك في مسابقة الطبخ ضمن الحلقة الخاصة بمأدبة عيد الميلاد الخاصة بهيئة الخدمات الصحية والوطنية البريطانية. ويواصل توم بالظهور على الشاشات التلفزيونية وبرامج الطبخ العالمية.

الأعمال الخيرية:

يحرص توم أيكنز على تحضير أطباقه من مكونات تتسم بأعلى معايير الجودة والمستوردة وفق مبدأ التجارة النزيهة، كما إنه يواصل دعمه لمؤسسة ’إنفايرومنتال جاستس‘ لرفع الوعي بشأن الصيد غير القانوني وتناقص أعداد السمك.

وأصبح توم عام 2012 سفيراً لجمع التبرعات للألعاب الأولمبية البريطانية، وقدم خدماته مجاناً لإقامة عدة مأدباتٍ ضخمة بهدف جمع التبرعات لصالح الألعاب. وابتكر توم قائمة الطعام الخاصة بأكبر حفل جمع تبرعات لصالح الألعاب الأولمبية لذوي الهمم في ملعب إيرل، حيث قاد فريقه لتحضير الطعام لـ2,500 ضيف. وفي عام 2012، كوفئ توم على جهوده بحمل الشعلة الأولمبية الخاصة بأولمبياد لندن.

يعمل توم أيضاً مع العديد من المؤسسات الخيرية، منها حملة رعاية الأطفال في مستشفى أرموند ستريت الكبير، وحملة مكافحة السرطان في مستشفى رويال مارسدن، وحملات سكول فود ماترز، حيث يعلّم الأطفال القادمين من خلفياتٍ متواضعة المهارات الأساسية في الطهو وأهمية تناول الطعام الصحي.

وأصبح توم مؤخراً سفير مؤسسة أونلي أي بيفمنت أواي التي تُعنى بالمشردين، إذ ساهم في إطلاق حملة قطاع الضيافة ضد التشرّد. وتهدف المؤسسة الخيرية من خلال حملاتها إلى توفير المنازل للمشرّدين وإيجاد وظائف لهم ضمن قطاع الضيافة. وأطلق توم، بالتعاون مع المؤسسة، حملةً لتعليم الطهو على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء فترة الإغلاق الأولى للبلاد. ودعَت الحملة الجمهور إلى تحضير وصفة خلال 5 دقائق وترشيح 5 أصدقاء للمشاركة في التحدي والتبرع بـ5 جنيه إسترليني للمؤسسة الخيرية. وحققت الحملة نجاحاً كبيراً دفع المؤسسة للتعاون مجدداً مع توم وإطلاق كتاب طبخ يجمع أهم الوصفات المُقترحة من الجمهور ومشاهير الطهاة أيضاً. وتعود أرباح الكتاب لدعم جهود المؤسسة في رعاية المشردين.

اخبار ذات صلة