كيف استفاد المجلس الثقافي البريطاني مشاركته في مؤتمر الأطراف “كوب28” لتسليط الضوء على مبادراته العالمية في العمل المناخي، لا سيما برامجه التعليمية والثقافية المتنوعة؟
من خلال المشاركة في مؤتمر الأطراف “كوب 28″، هدف المجلس الثقافي البريطاني إلى إبراز ريادته العالمية في مجال العمل المناخي من خلال مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية والثقافية. وتشمل استراتيجيتنا الشاملة مبادرات عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك الفنون والثقافة والتعليم.
وتسلط المبادرات الرئيسية مثل برنامج “المهارات المناخية” الضوء على هذا الالتزام، فالبرنامج يهدف إلى تدريب 12,000 شاب على مستوى العالم على المهارات الخضراء الأساسية. لقد وصلنا إلى 441 مليون شخص من خلال مبادراتنا المناخية، مما يوضح الأثر الهائل لعملنا. وقد أتاحت لنا مشاركتنا في كوب28 تبادل أفضل الممارسات والتعلم من التجارب العالمية ودفع المحادثات من أجل العمل المناخي المشترك.
هل يمكنك شرح كيف يجمع برنامج “الارتباط المناخي” بين الفنون والثقافة والتعليم لإيجاد نهج شامل لمواجهة تغير المناخ؟
برنامج “الارتباط المناخي” الخاص بنا هو مزيج مبتكر من الفنون والثقافة والتعليم، ويشكل نهجا شاملا للعمل المناخي. حيث تستفيد هذه الاستراتيجية من القوة التعبيرية للفنون والتأثير التحويلي للتعليم لإشراك المجتمعات واتخاذ الخطوات الهامة في هذا المجال.
وقد وصل البرنامج إلى أكثر من 245 مليون شخص، معززا العمل المناخي الشامل من خلال وسائل مختلفة. وهو يسهل الحوار العالمي ويشجع المجتمعات المتنوعة على مواجهة تحديات المناخ بشكل تعاوني. إن نجاحنا في الوصول إلى الملايين، بما في ذلك أكثر من ثلاثة ملايين طالب من خلال تدريب المعلمين على أهداف التنمية المستدامة، هو دليل على مدى انتشار وتأثير هذا البرنامج.
ما هو تأثير برنامج “المهارات المناخية” على العمل الشبابي المتعلق بتغير المناخ، وكيف يسهم في تحقيق أهداف المجلس الثقافي البريطاني الأوسع في مجال التغير المناخي؟
برنامج المهارات المناخية هو مبادرة تحويلية تركز على تمكين الشباب في مجال العمل المناخي عبر تزويدهم بالمهارات والمعرفة لقيادة جهود الاستدامة في مختلف البلدان.
يتماشى هذا البرنامج مع أهدافنا المناخية الأوسع من خلال تجهيز الأجيال القادمة للتعامل مع عالم يتأثر بشكل متزايد بآثار تغير المناخ. وعبره نطمح لتدريب 12 ألف شاب وشابة من مختلف أنحاء العالم على مدى السنوات الثلاث المقبلة على المهارات الخضراء، ما يؤكد على التزام المجلس الثقافي البريطاني بالاستثمار في الشباب باعتبارهم محفزًا رئيسيا للتغيير في حوار المناخ العالمي.
كيف يدمج المجلس الثقافي البريطاني الفنون والثقافة في الدعوة للعمل المناخي، وما الذي يجعل هذا النهج فعّالًا؟
نحن نوظف الفنون والثقافة في الدعوة للعمل المناخي وتشجيع المحادثات الهادفة والمؤثرة. ويعزز هذا النهج المشاركة العامة ويلفت الانتباه إلى الإرث الثقافي الذي يهدده التغير المناخي، مع إلهام البحث عن حلول إبداعية.
ويجسد صندوقنا لحماية الإرث الثقافي، الذي منح 48 مليون جنيه إسترليني لـ 29 مشروعا في 16 دولة، مدى تأثير هذا النهج في حماية التراث العالمي. على سبيل المثال، يتمثل أحد مشاريعنا في إحياء اثنين من المعالم الإسلامية في القاهرة – والتي تسبب الارتفاع في درجات الحرارة والفيضانات المتعاقبة في إلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية.
من خلال استخدام الفنون والثقافة لنقل قضايا المناخ المعقدة، فإننا نتفاعل بشكل فعال مع جمهور أوسع ونغرس فهما أعمق بقضية التغير المناخي.
ما هي الاستراتيجيات التي يقوم المجلس الثقافي البريطاني بتنفيذها لتحقيق هدفه الطموح لتحقيق انبعاثات صفرية بحلول عام 2040؟
تتضمن استراتيجية المجلس الثقافي البريطاني لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040 نهجا شاملا، بما في ذلك إدخال التغييرات في عملياتنا التشغيلية للحد من انبعاثات الكربون بشكل كبير.
نحن نعمل على تطوير خطة انتقالية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية تتماشى مع المعيار المؤسسي لبروتوكول غازات الاحتباس الحراري، والعمل مع الشركاء الأكاديميين للتحقق من كفاءة التطبيق. ويعكس هذا الالتزام باستدامة العمليات دورنا كمشرف بيئي وجهة رائدة في العمل المناخي.
ما مدى أهمية التعاون مع جامعة كوليدج لندن (UCL) في تعزيز التعليم حول تغير المناخ للمعلمين، وما هي التأثيرات المتوقعة لهذا التعاون؟
يمثل تعاوننا مع كلية لندن الجامعية خطوة هامة في مجال التعليم المناخي، مع التركيز على التطوير المهني الشامل للمعلمين في جميع المواد.
تدمج هذه المبادرة تعليم مواضيع المناخ والاستدامة ودمجها في المناهج المدرسية، مما يضمن تجهيز الأجيال القادمة للتعامل مع عالم متغير مناخيا.
هذا الجهد العالمي هو خطوة حيوية لتفعيل التعليم المناخي، وتأهيل المعلمين لتزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة للعيش المستدام.
كيف يقوم المجلس الثقافي البريطاني بتمكين الشباب في المناقشات المناخية، لا سيما من خلال مبادرات مثل YOUNGO وCOY؟
يعمل المجلس الثقافي البريطاني على تمكين الشباب للمشاركة في النقاشات المناخية من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات، بما في ذلك دعم مؤتمر الشباب (COY). وبصفتنا الراعي الفضي لمؤتمر الشباب18 في الإمارات ساهمنا في تسهيل مشاركة الشباب في صنع السياسات المناخية. واستكملنا ذلك ببرنامج إعداد مفاوضي المناخ الشباب، الذي يجهز القادة الشباب للمشاركة في مفاوضات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم شبكتنا العالمية بإشراك الشباب في مشاريع مناخية مختلفة، مثل برنامج المهارات المناخية ومبادرة القيادة الشبابية الباكستانية. وهي مبادرات تسلط الضوء على استراتيجيتنا لإشراك الشباب في الحوارات الهادفة حول قضية المناخ. ومن خلال الاستثمار في هذه المنصات المتنوعة نضمن أن تكون الأفكار ووجهات النظر المبتكرة للشباب في طليعة تشكيل الاستجابات المناخية العالمية.
كيف يتفاعل المجلس الثقافي البريطاني مع شباب الإمارات لدعم أهداف الاستدامة للدولة؟
في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفاعل المجلس الثقافي البريطاني بشكل نشط مع جيل الشباب من خلال مبادرات مصممة خصيصا لتتماشى مع رؤية الاستدامة في الدولة. وهي تشمل برامج تعليمية وتبادلات ثقافية ومشاريع تعاونية مع المؤسسات المحلية.
من خلال التركيز على التعليم والفنون، نسعى إلى إلهام الشباب وتزويدهم بالمهارات ووجهات النظر اللازمة لرحلة الاستدامة في بلادهم، والتي بدورها تصب في جهود الاستدامة العالمية.
ما هي خطط المجلس الثقافي البريطاني طويلة المدى للعمل المناخي بعد انقضاء مؤتمر الأطراف “كوب28″؟
بعد “كوب28″، نخطط لتوسيع برامجنا للعمل المناخي والاستدامة. ويشمل ذلك الحد من بصمتنا الكربونية، وتطوير مبادرات جديدة متعلقة بالمناخ، ودمج الاستدامة في جميع عملياتنا.
كما نهدف إلى تعزيز دورنا كرائد عالمي في التوعية بقضية المناخ من خلال المبادرات الفنية والثقافية والتعليمية، والبناء على الزخم الذي تم تحقيقه في كوب28 لتعزيز مستقبل أكثر استدامة ومرونة.
وفي الوقت الحالي، تتضمن رؤيتنا طويلة المدى التواصل مع أكثر من 7500 شريك في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك التعاون مع المنظمات الكبرى، لتعزيز مبادرات المناخ العالمية ودفع التغيير الهادف، ومواصلة مشاريع صندوق حماية الثقافة حتى مارس 2025 لتقديم أنشطة مهمة لحماية التراث في 15 دولة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.