مقال كتبته فوزية الحوشان، المدير العام لشركة YOUGotaGift في المملكة العربية السعودية
لعلّ من الصعب محاولة اكتشاف ما قد يحفّز الأفراد تحفيزًا فعالًا إذا ما حاولنا أن نستحضر التحدّي المتمثل في تحديد أفضل طريقة لمكافأة الموظفين أو العملاء وتحفيزهم، أو حتى على المستوى الأسريّ المتمثل بتحفيز أفراد الأسرة. لكن من الواضح أن بطاقات الهدايا التي أحدثت ثورة في مجال الهدايا، قد أحدثت أيضًا تحولًا كبيرًا في مجال المكافآت والحوافز.
إن المزايا التي تتسم بها بطاقات الهدايا، مثل المرونة والتكلفة المعقولة و سهولة التوصيل، تتيح لمقدّمي الهدايا والحوافز طريقة سهلة لخفض التكاليف واختصار الوقت، كما أنها تمنح متلقي تلك الهدايا والحوافز رفاهة الاختيار مما يناسبهم، وحرية الحصول على أكثر ما ينفعهم أو ما قد يرغبون به، ما يرفع بالتالي من مستوى الإمكانات التحفيزية للهدايا المقدَّمة. وبخلاف المكافآت أو الحوافز التقليدية، فإن هذه المكافآت لا تفترض وحدة التفضيلات بين متلقيها، بل تقدّر اختلاف أذواقهم وتنوّع الاحتياجات الفريدة لكلّ منهم، ما يضمن فاعلية الحوافز وتعزيز الرضا ورفع مستويات المشاركة.
إن المسألة، ببساطة، تتمثل في كون بطاقة الهدايا معادِلًا نقديًا له قيمة محدّدة ويمكن استخدامه وسيلة للدفع مقابل الحصول على المنتجات أو الخدمات لدى متاجر محدّدة أو عبر شبكة من الشركات والعلامات التجارية. وقد أصبحت المتاجر التي تُنشئ تصاميم فريدة لبطاقات الهدايا وتدمج علاماتها التجارية فيها، مرادفة لما يمكن وصفه بعملة ذات علامة تجارية. وإذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجدنا أن بطاقات الهدايا قد غدت تلقى رواجًا متزايدًا، حتى أن التوقعات تشير إلى أن قيمة سوق بطاقات الهدايا والحوافز في المنطقة سوف تصل إلى ستّة مليارات دولار بحلول عام 2026، مسجلة معدّل نمو سنوي مركب قدره 11.5% بين العامين 2022 و2026.
الطرق التقليدية في منح المكافآت غير كافية
لا نبالغ في الإشارة إلى أهمية مكافأة الموظفين والعملاء؛ فالمكافآت الممنوحة للموظفين من شأنها تعزيز ثقافة العمل الإيجابي والمساهمة في تشجيع التعاون ورفع مستويات الولاء واستبقاء الموظفين الموهوبين، فالموظفون الذين يشعرون بالتقدير هم أكثر مشاركة وتحفّزًا واستعدادًا لبذل جهد إضافي. وبالمثل، إذا نظرنا إلى مكافآت العملاء، التي تُقدّم عادةً ضمن برامج الولاء، فإنها تساعد في تنمية الشعور بالتقدير، والعملاء الذين يشعرون بالتقدير يحرصون على تطوير روابط أعمق مع العلامة التجارية، ما يؤدي إلى زيادة إنفاقهم، ويمكّن العلامات من استبقائهم، وفي نهاية المطاف، الحفاظ على ولائهم.
لقد اعتادت المؤسسات، تقليديًا، تقديم القرطاسية والملابس والحقائب ذات العلامات التجارية وغيرها لموظفيها وعملائها من أجل مكافأتهم، كما شملت تلك المكافآت الأطعمة والحلويات والدروع التقديرية والتذكارات، لا سيما المقدمة منها للعملاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلاوة على ذلك، كان بعض الموظفين، قبل وضع أساليب حديثة للمكافأة، ينالون امتيازات جذابة غالبًا ما تكون مرتبطة بالأداء، مثل المكافآت النقدية والمدفوعات.
لكننا اليوم نشهد تقلّبات في الموازنات والنفقات بسبب ظروف السوق، وتغييرًا يُحدثه مفهوم “الرضا الفوري” في تأثير المكافآت المقدمة للموظفين والعملاء، ما يجعل عوامل مثل التكاليف المرتفعة والافتقار إلى المرونة والتحدّيات اللوجستية وطول الوقت اللازم للتحضير والتخطيط، عوائقَ رئيسة تُفقد تلك الممارسات القديمة أهميتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قوانين تحظر تقديم المكافآت النقدية.
بطاقات الهدايا الرقمية تُطلق العنان للإمكانات غير المستغلَّة
إن بطاقات الهدايا، لا سيما في شكلها الرقمي، تتجاوز حدود آليات المكافأة التقليدية. وتزداد بطاقات الهدايا الرقمية، التي تُسمّى ايضًا بطاقات الهدايا الإلكترونية، رواجًا بسبب إمكانية تسليمها الفوري رقميًا للمستفيدين، ما يتيح لهم الشعور بالرضا الفوري، ويعطيهم حرية اختيار مكافأة من مجموعة واسعة من الخيارات بما يناسب الذوق الشخصي لكل منهم، وفي أي وقت يريدون. وسواء كانت بطاقة الهدايا مقدمة ضمن عرض ترويجي خاص، أو برنامج ولاء، أو باعتبارها حافزًا على الأداء، أو تقديرًا لإنجاز، فإن العملاء والموظفين سوف يُبدون التقدير لمنحهم حرية اختيار المكافأة المرغوب بها. ولقد أظهرت دراسة حديثة أن 41% من الموظفين يفضلون الحصول على بطاقة هدايا عند مكافأتهم، إلا أن 15% منهم فقط حصلوا على هذا الشكل المرغوب به من أشكال المكافآت.
أما من وجهة نظر المؤسسات، أو مقدمي الهدايا عمومًا، فإن بطاقات الهدايا الرقمية تتيح عددًا من المزايا المهمة؛ فالحصول على حل مكافآت قائم على بطاقات الهدايا الرقمية مسألة سهلة ذات تكلفة معقولة، ما يجعله حلًا مناسبًا تمامًا للمؤسسات من جميع الأحجام. كما أن توزيع بطاقات الهدايا الرقمية يجنّب المؤسسات التعقيدات اللوجستية، لأنه يتمّ ببساطة عبر القنوات الرقمية. وعلاوة على ذلك، يمكن إضفاء الطابع الشخصي على بطاقات الهدايا بمجموعة متنوعة من التصاميم وخيارات التخصيص، ما يجعلها تبدو فريدة وأن إعدادها خضع للعناية والاهتمام قبل تقديمها للموظفين والعملاء.
كذلك فإن الجيل الجديد من بطاقات الهدايا الرقمية متعددة العلامات التجارية يتيح تنوعًا واسعًا للعملاء والموظفين الذين يشترون المنتجات والخدمات من العديد من المتاجر. فبطاقات الهدايا الرقمية تُعدّ إحدى الأدوات القليلة التي تمكّن المؤسسات من تعديل معلومات متلقي البطاقة و إضافة إسمه أو كنيته، بالتالي يشعر الموظف بالاهمية لأنه تلقى شي مصمم خصيصًا له. ومن خلال إضفاء الطابع الشخصي على المكافآت ، يمكن للمؤسسات تحسين أدائها والارتقاء بسمعتها فيما يتعلّق بكونها تسعد الموظفين و تختار الشركات بطاقات الهدايا هذه كطريقة لإظهار التقدير لموظفيها، وإضافة القليل من المرح للعطلات، والاحتفال بأعياد الميلاد في بيئة عمل صحية و ممتعة.
“لقد أحدثت تغطية YOUGotaGift الواسعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحلولها الشخصية تغييرًا في الطريقة التي نقدر بها فريقنا المتنوع ونكافئه ونحفزه. فهي تسمح لنا بالتأكد من أن كل موظف، بغض النظر عن موقعه، يشعر بالتقدير و قيمته في الشركة . علاوة على ذلك، فإن تخصيصه يجعل الأمر أكثر شخصية, مدروس ويضيف المزيد من القيمة للمتلقي. – نهلة أبو العلا، المدير المساعدلخبرة الأفراد في سدافكو.
مع مواصلة العالم التطور بوتيرة سريعة، ينبغي للمؤسسات أن تحرص على التكيّف باستمرار مع التوجهات الناشئة والابتكار في مجال المكافآت والحوافز، ويمكنها تجاوز مجرد رمزية المكافأة وتحويلها إلى قيمة قابلة للقياس من خلال مكافأة موظفيها وعملائها بطرق مُجزية. إن بإمكان بطاقات الهدايا الرقمية، التي أحدثت تأثيرًا ملموسًا وأظهرت إمكانات نمو مذهلة، أن تصبح في إطار هذه المساعي حليفًا قيّمًا. وبوسع المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن تؤسس بسهولة برامج مكافآت للموظفين والعملاء يقوم على بطاقات الهدايا، وذلك بدعم من إحدى الشركات الرائدة في تقديم حلول بطاقات الهدايا، للاستفادة من هذه الفرصة، ولتغدو قدوة تحتذي بها غيرها من المؤسسات.