بمناسبة مرور 20 عاماً على انطلاق مسيرته في مكافحة الفقر، نظّم معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، بالتعاون مع مجتمع جميل، ندوة لمدة يومين في كوليج دو فرانس في باريس، بعنوان “العلم ومكافحة الفقر: نظرة على التقدم المحرز خلال 20 عاماً واستشراف آفاق المستقبل”، بحضور الشريكيّن المؤسسيّن ومديري معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) إستير دوفلو وأبيجيت بانيرجي، إلى جانب كوكبة من الباحثين وصانعي السياسات ورواد العمل الاجتماعي والممولين وعامة الجمهور للتحاور حول دور مخرجات البحث العلمي في تشكيل التنمية والسياسة الاجتماعية الرامية إلى التخفيف من حدة الفقر في بيئات وسياقات مختلفة.
واستهدفت الندوة استكشاف تأثير السياسات الاجتماعية وأبحاث التنمية في سياقات مختلفة ودورها في الترويج لأفضل الممارسات العالمية المتبعة في رسم السياسات القائمة على مخرجات البحث العلمي، إلى جانب تسليط الضوء على ما تم تحقيقه من إنجازات على هذا المستوى حتى الآن، فضلاً عن النظر فيما يمكن بذله من جهود مستقبلية في هذا الصدد. وأتت الندوة في إطار المساعي التي يبذلها معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) على مستوى العالم في سبيل إيجاد حلول مبتكرة لبعض التحديات الأكثر إلحاحاً من خلال تقديم وجهات نظر عالمية تطلعية.
عُقدت الندوة يوميّ 22 و23 يونيو في كوليج دو فرانس (Collège de France) في باريس وتمكن عامة الجمهور من حضورها دون الحاجة للتسجيل المسبق. وتخلل الندوة في يومها الأول جلسات باللغتيّن الإنجليزية والفرنسية، ركّزت على جهود معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في أوروبا، و ركّزت أيضاً بشكل خاص على مبادراته في فرنسا وإسبانيا، فضلاً عن عمله في جميع أنحاء القارة من خلال المبادرة الأوروبية للإدماج الاجتماعي. فيما استضافت الندوة في يومها الثاني منتدى خاص لمناقشة التحديات الحالية التي تقف أمام مساعي القضاء على الفقر في جميع أنحاء العالم ودور البحث في تقديم حلول تنموية مبتكرة.
وأتى تنظيم الندوة تزامناً مع نهاية العام الأول لتولي إستير دوفلو منصب رئيسة قسم الفقر والسياسات العامة في كوليج دو فرانس، والذي عملت من خلاله على دفع الجهود العالمية
الجارية والرامية إلى رسم سياسات قائمة على مخرجات البحث العلمي ودمجها في الممارسات السائدة. وسيُمهد هذا الحدث الطريق لصنع سياسات مستنيرة تسترشد بنتائج الأبحاث الدقيقة وتواصل البناء على منجزات معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) بما يقود إلى تعظيم أثر السياسات المنفذة على نطاق عالمي.
وقالت إستير دوفلو، الشريك المؤسس ومدير معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL): “تزامن تنظيم هذه الندوة مع اجتماع قادة العالم في باريس لحضور قمة “نحو ميثاق مالي عالمي جديد” الدولية، التي تركز على مواجهة تحديات تغير المناخ والتنمية العالمية، وأود أن أؤكد بهذه المناسبة أننا لا نحتاج إلى الالتزام وحسب، بل إلى حلول مجربة وناجعة، وبالتالي فإن أي عمل بحثي يتصدى لهذه التحديات لا بد وأن يأتي يكون مدعوماً بتعاون وثيق بين الباحثين وصانعيّ السياسات، ولطالما كان هذا التعاون سمة مُمَيّزة لعمل معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر في هذا الملف على مدى السنوات العشرين الماضية؛ ولذلك، سُعدنا بتنظيم هذه الندوة لإلقاء الضوء بمزيد من التفصيل على أبرز أمثلة هذا التعاون المثمر، بما فيها شراكتنا مع الصندوق الفرنسي للابتكار في التنمية (FID). وكانت هذه الندوة أيضاً فرصة لمناقشة الشراكات الرائدة وأساليب التمويل المبتكرة التي تقود إلى حلول فعالة من حيث التكلفة وتسهم في توسيع نطاقها. ومن خلال الابتكار والاختبار والتعلم، يمكننا تمهيد الطريق لتحقيق الأهداف التنموية والمناخية الطموحة.”
من جانبه، قال فادي جميل، نائب رئيس مجلس إدارة مجتمع جميل: “على مدى السنوات العشرين الماضية، كان معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في طليعة الجهود الرامية إلى تعزيز صنع القرارات المستنيرة بالبحث العملي على المستوى الحكومي وضمان أن السياسات المطبقة على المستوى العالمي قادرة على إحداث تحوّل حقيقي في حياة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى السنوية العشرين لانطلاق معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، لا يسعنا إلا أن نُعّرب عن خالص فخرنا واعتزازنا بشركائنا الذين نتطلع إلى مواصلة العمل معهم في مواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم.”
يحتفل معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) هذا العام بمرور 20 عاماً على تأسيسه وانطلاق مسيرته التي تُوِجت اليوم بسبعة مكاتب إقليمية وشبكة مترامية تضم أكثر من 297 باحثاً منتسباً في جامعات مرموقة حول العالم. وكان مجتمع جميل قد دخل في شراكة مع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في العام 2005، ويواصل منذ ذلك الحين دعم المعمل في سائر مبادراته، بما فيها إطلاق المبادرة الأوروبية للإدماج الاجتماعي في أوروبا عام 2019، بالإضافة إلى افتتاح أحدث مكتب إقليمي لمعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، ليكون مركز عمليات يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها، والذي جاء تدشينه في عام 2020، في ذروة جائحة كوفيد-19.
يُشار إلى أن العمل الذي يقوده معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) تكلل بإجراء أكثر من 1,640 تجربة تحكم عشوائية في 95 دولة عبر 11 منطقة بهدف التخفيف من حدة الفقر، وساعدت هذه التجارب بالفعل في تحسين حياة أكثر من 600 مليون شخص حول العالم. وجاءت تسمية معمل عبداللطيف جميل العالمي لمكافحة الفقر (J-PAL) بهذا الاسم تكريماً للمغفور له بإذن الله الشيخ عبداللطيف جميل، والد مؤسس مجتمع جميل ورئيس مجلس إدارته، محمد جميل، الحائز على وسام فارس فخري من ملكة بريطانيا.