ستستضيف جنيف ثلاثة مزادات رائعة للعملات يومي 9 و10 ديسمبر 2024.
ستعرض المزادات الثلاث مجموعة من العملات جميعها من العالم الإسلامي، ومجموعة كاملة من قطع الخمسة جنيهات بريطانية، بالإضافة إلى مجموعة شاملة للغاية وعالية الجودة من عملات نصف التاج التي تعود إلى حقبات مختلفة من التاريخ.
من أبرز ما تتضمّنه مجموعة العالم الإسلامي، 33 عملة من العصر الأموي من بينها دينار نادر للغاية تم سكه للتأكيد على مكانة المدينة المنورة كعاصمة للخلافة، إضافة إلى عملات من سلالات المغول والعباسيين والسلاجقة.
من أبرز ما تشمله المزادات، عملة بروتوس الذهبية التي تُعتبر واحدة من أهم العملات في التاريخ الروماني.
يضم مزاد الروائع النادرة مجموعة من العملات الذهبية الإسبانية بالغة الأهمية، لا سيّما أنّها اندرجت في السابق ضمن مجموعة هنتنغتون التي تُعد أهم مجموعة من العملات الإسبانية ذات الملكية الخاصة.
أعلنت نوميسماتيكا جينيفينسيس (Numismatica Genevensis SA)، الشركة الرائدة في مجال العملات، التي تتخذ من جنيف ودبي مقرًا لها، عن تنظيم ثلاث مزادات كبرى في جنيف يومي 9 و10 ديسمبر 2024، وستضمّ سلسلة المزادات مزاد العالم الإسلامي ومزاد الروائع النادرة ومزاد مجموعة الذهب الملكية، حيث سيعرض كل منها عددًا كبيرًا من العملات التي تحمل أهمية تاريخية كبيرة وتمتثل لأعلى معايير الجودة. وفي الواقع، تغطّي المزادات الثلاث تاريخ العملات في كافة حقباته الزمنية من العصور القديمة وحتّى يومنا الحالي، وقد جمعت القطع من كافة أنحاء العالم، ففي الوقت الذي يضمّ فيه المزاد رقم 19 مجموعة رائعة من العملات الذهبية الإسلامية التي تم جمعت على مدار ثلاثة عقود، يشمل المزاد رقم 20 روائع من العصور القديمة والحديثة على حد سواء، ومن أبرزها مجموعة هامة من العملات اليونانية، والعملة الذهبية الاستثنائية بروتوس أوريوس، وعملات ذهبية فريدة من عصر الإمبراطورية الإسبانية، إلى جانب تشكيلة عالمية مميزة من عملات نصف التاج (نصف كرون) من القرنين التاسع عشر والعشرين، فيما يعتبر المزاد رقم 21، بارزًا لأنّه يعرض المجموعة الفريدة والوحيدة المعروفة من سلسلة قطع الخمسة جنيهات البريطانية ذات الملكية الخاصة، وهي أكبر فئة على الإطلاق من العملات الذهبية البريطانية.
وسيستعرض مزاد العالم الإسلامي على وجه الخصوص، مجموعة كاملة من العملات الإسلامية التي تعود إلى عهد الدولة الأموية في القرن السابع ميلادي وإلى التاريخ الإسلامي في مختلف مراحله. أمّا العملة الأبرز فيه، فهي دينار نادر للغاية للوليد الأول بن عبد الملك، والذي تم سكه في العام 711م تقريبًا، في المدينة المنورة وليس في دار سك النقود التقليدية في دمشق، واستُخدم لدعم السلطة السياسية في المدينة في وقت كان فيه الخليفة السادس يعزّز دور المدينة المنورة ويؤسسها كعاصمة ثانية. كما سيضم المزاد أيضًا مجموعة من 33 عملة من العصر الأموي، بما في ذلك صليب ضخم لخليفة معاوية يصوّر الإمبراطور البيزنطي هرقل، في إشارة إلى نفوذ الإمبراطورية البيزنطية في المنطقة، كما سيتم عرض سلسلة من 114 قطعة من الأوزان الزجاجية والطوابع والأختام عالية الجودة كمجموعة متعدّدة. وفي الواقع، استُخدمت هذه الأوزان كعملات صغيرة أو لتقييم العملات الأخرى.
وفي هذا السياق، قال د. ألان بارون، مؤسس شركة نوميسماتيكا جينيفينسيس: “مجموعة العملات الإسلامية هي عبارة عن إرث تركه أحد هواة جمع العملات الإسلامية الأكثر شغفًا ومعرفة وتقدّمًا في جيله. وهي مجموعة مهمّة بالفعل، تم تجميعها على مدار ثلاثة عقود منذ تسعينات القرن العشرين وتضم بعضًا من أقدم العملات التي تم سكها في المدن المقدسة في الإسلام، وتستمرّ في تغطية كل سلالة ومنطقة جغرافية تنتشر فيها العملات الإسلامية.
وفي الواقع، يتيح المزاد رقم 19 لهواة الجمع من الأجيال الجديدة والقديمة على حد سواء فرصة الاستثمار في عملات لطالما تم التقليل من قيمتها، رغم أنّها نادرة. ففي ظلّ سعي هواة الجمع والمؤسسات الثقافية إلى توسيع مجموعاتهم من القطع الفنية والتحف الإسلامية، باتت العملات الخاصة بالمنطقة تحظى بالتقدير الثقافي والمالي معًا”.
أمّا نجم المزاد رقم 20، فهي عملة بروتوس الذهبية التي تُعتبر واحدة من أشهر العملات، وأهمها في التاريخ الروماني. ومن الملفت أنّ هذه العملة تم سكها بعد أن قتل بروتوس والده بالتبني يوليوس قيصر، وقبل معركة فيليبي الشهيرة في العام 42 قبل الميلاد والتي خسرها بروتوس ضد مارك أنتوني وأوكتافيوس وانتحر خلالها، وتمثل هذه العملة محطة بارزة لأحد أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ، حيث شكّلت مستقبل الإمبراطورية الرومانية.
وتجسّد العملة صورة مميّزة لبروتوس إلى جانب درع صدري وخوذة ودرع ورماح، مّا يدلّ على دوره كقائد عسكري قوي واستراتيجي لطالما حاول كسب الجنود لدعم قضيته. ففي تلك الفترة من الزمن، وفيما كان الجيش الروماني يكتفي في معظمه بأجر يومي قدره دينار واحد فقط، دفع بروتوس لكل جندي من جنوده قبل هذه المعركة بدلًا هائلًا وصل إلى 1,500 دينار. المبلغ كان لا يُصدّق، وحتّى المهمة اللوجستية لم تكن سهلة على مستشاري بروتوس الذين تعيّن عليهم سك العملات الفضية وتوزيعها على جميع أعضاء الفيلق البالغ عددهم 80,000 خلال فترة زمنية قصيرة. علاوةً على ذلك، أصدر بروتوس عددًا محدودًا للغاية من العملات الذهبية التي تحمل صورته ليستخدمها كبار الشخصيات لأغراض شخصية، ويُقال إنّ العيّنة المتبقّية منها حتّى اليوم لا تضمّ سوى 17 عملة. أمّا السعر الابتدائي لهذه العملة، فيبلغ 750,000 فرنك سويسري، ومن المتوقّع أن يصل سعر البيع إلى أكثر من مليون فرنك سويسري.
ولا يركّز مزاد الروائع النادرة على عملة بروتوس الذهبية وحسب، بل أيضًا على مجموعة من العملات القديمة المميّزة التي تعود لحقبات تاريخية مختلفة. وتشمل أبرز هذه العملات عملة بانتيكابايون ستاتر، التي يُعتقد أنها تعكس أقدم صورة لديناصور على عملة معدنية، وهي عملة ذهبية نادرة للغاية للإمبراطور الروماني جالبا الذي لم يعش طويلًا، وقد سُكّت في عام اغتياله. في المقابل، تشمل العملات البريطانية المعروضة للبيع عملة ذهبية لهنري الثامن سبق وتواجدت في المتحف البريطاني، وعملة بقيمة 20 جنيهًا إسترلينيًا لجيمس السادس، وهي أثقل عملة ذهبية على الإطلاق سُكّت في اسكتلندا، وعملة “أونا والأسد” الشهيرة للملكة فيكتوريا، وهي واحدة من أكثر العملات المرغوبة في السلسلة البريطانية. وتشمل أبرز العملات الأخرى التي جرى جمعها من أنحاء مختلفة حول العالم، عملة الذهب البندقي بقيمة عشرة أضعاف لليوبولد من جراتس يعود تاريخها إلى العام 1893، وأفضل عينة معروفة من عملة إيكو أو باندو الذهبية الشهيرة للويس الخامس عشر ملك فرنسا، وقطعة فريدة من نوعها بقيمة 8 إسكودو لفيليب الرابع ملك إسبانيا والتي وُصفت بـ”ملكة قطع الـ8 إسكودو”. وقد سبق لهذه العملة الأخيرة أن ادرجت ضمن مجموعة هنتنغتون، وهي أهم مجموعة من العملات الإسبانية التي جمعها أحد هواة الجمع الخاصين على الإطلاق.
في ما يتعلّق بمزاد مجموعة الذهب الملكية، يستعرض العملة البريطانية الوحيدة التي تحمل تاريخًا كاملًا من سلسلة القطع ذات الخمسة جنييهات والمعروف بأنّها مملوكة لجهات خاصة، وستكون مطروحة للبيع بالمزاد لأوّل مرة على الإطلاق. في الواقع، تُعتبر قطعة الخمسة جنيهات أكبر فئة من العملات الذهبية التي تم ضربها في بريطانيا، ظهرت للمرة الأولى في عهد تشارلز الثاني ثم استمرّ إنتاجها على مدار 110 أعوام في 49 تاريخًا. أمّا مجموعة الذهب الملكية، فهي المجموعة الخاصة الوحيدة التي توحّد هذه التواريخ البالغ عددها 49 مع بعضها، وتُقدّر قيمتها الإجمالية بأكثر من 2 مليون فرنك سويسري. وتتضمّن المجموعة بعضًا من أندر وأفضل العينات المحفوظة من عملات القطع من فئة الخمسة جنيهات، بما في ذلك ثلاث قطع نمطية أُنتجت خصيصًا لجورج الثالث في إطار تصميم عملة جديدة مقترحة، وتُعتبر كل واحدة منها من العينات القليلة المعروفة.
ستستضيف نوميسماتيكا جينيفينسيس المزادات الثلاث خلال شهر ديسمبر على مدار يومين، كالآتي:
9 ديسمبر – مزاد العالم الإسلامي والنصف الأوّل من مزاد الروائع النادرة
10 ديسمبر – النصف الثاني من مزاد الروائع النادرة ومزاد مجموعة الذهب الملكية
ستُعرض القطع المشمولة في المزادات الثلاث في مكاتب نوميسماتيكا جينيفينسيس في جنيف قبل تاريخ المزادات الفعلي في ديسمبر، ويمكن لهواة الجمع التسجّل مسبقًا للمشاركة في أي مزاد عبر الموقع الإلكتروني ngsa.ch.
–