استضاف متحف المستقبل جلسات حوارية بعنوان “مستقبلها”، بحضور عدد من السيدات البارزات في مختلف مجالات الثقافة والأعمال والفنون والقطاعات الحكومية والمجتمعية، وذلك احتفالاً بيوم المرأة العالمي، وتماشياً مع شعاره لعام 2023 ” إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق التوازن بين الجنسين”.
وتضمنت المناسبة جلسة حصرية حضرتها مجموعة من رواد الفكر والشخصيات الإعلامية البارزة، واحتفت بالنساء اللواتي يساهمن برسم ملامح المجتمع في قطاعات محورية، ويعززن جهود الابتكار من خلال تبني نهج الشمولية، وذلك في إطار جهود المتحف لتسليط الضوء على الموضوعات الراهنة والمستقبلية التي تهم الإنسانية.
وشارك سعادة خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، في جلسة نقاش مع رنا نوّاس، الشريكة في شركة أوليفر وايمان، وصاحبة بودكاست “عندما تفوز النساء”، والتي تحدثت فيها عن دور المرأة في عالم الشركات، والدعم الذي تقدمه دولة الإمارات للنساء في مجال العمل، وسعيها الدائم لتضييق الفجوة بين الجنسين لضمان إرساء بيئة عمل شاملة.
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية دور المرأة في تصميم وصناعة المستقبل، كونها شريكاً أساسياً ومؤثراً في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة، وتحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات العلمية والبحثية والاقتصادية انطلاقاً من حرصها المستمر على العطاء والتميز، مؤكداً أن المرأة الإماراتية كانت وستبقى عماد المجتمع وركيزة نجاحه وضمان مستقبله.
وأضاف بلهول بالقول: “فريق مؤسسة دبي للمستقبل ومتحف المستقبل الذي يضم مجموعة رائعة من النساء المؤثرات خير مثال على ما يمكن للمرأة أن تسهم فيه، فقد ساهمن بتمثيل المتحف بأفضل صورة ممكنة ونجحن في إظهار الوجه الحضاري والمعرفي لدولتنا أمام العالم أجمع”.
وتضمنت الجلسة عرضين رئيسيين تناولا دور المرأة في القطاعات الرئيسية التي تقود جهود الابتكار وتساهم في رسم ملامح العالم الحالي. وناقشت ريما سمعان، مسؤولة البيانات والذكاء الاصطناعي لدى شركة مايكروسوفت في دولة الإمارات، دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا؛ حيث أشارت في حديثها إلى أن: “عدد النساء اللاتي يعملن في قطاع الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز 20% من إجمالي العاملين في هذا المجال، ونحن بحاجة إلى المزيد من النساء في هذا التخصص، لأن العمل في القطاع التكنولوجي متحيز إجمالاً. هذه نقطة تحول في التاريخ ويجب العمل على زيادة مشاركة النساء في هذا القطاع”.
فيما سلطت ليلى هورستل، عضو مجلس الإدارة التنفيذي والرئيسة التنفيذية لشؤون الميتافيرس في شركة فيرس إيستيت، والشريك المؤسس لشركة أوول ستارز وومين داو، الضوء على موضوعات متعلقة بعالم الميتافيرس، وقالت: “سوف يغير الميتافيرس طريقة حياتنا وكيفية تفاعلنا مع بعضنا. إننا بحاجة لبناء شبكة من المواهب، لنصل إلى مستقبل أكثر إنصافاً، وعلى النساء القياديات العمل على زيادة الوعي لدى النساء ودعمهن”.
وأدارت مقدمة البرامج، نيمي ميهتا، جلستي نقاش بحضور خبيرات في القطاع وممثلات عن مؤسسات خيرية وعدد من صانعات القرار، وتركز الحديث خلالهما على مساهمات النساء في الاستدامة واستكشاف الفضاء، إضافة إلى التأثير المستقبلي لهذه الابتكارات على التكنولوجيا والرعاية الصحية والاقتصاد.
كما ضمت الفعالية جلسة حوارية تحت عنوان “ابتكارات ثورية لحياة أفضل”، شاركت فيها الدكتورة عائشة النعيمي، مدير إدارة مركز الابتكار في هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، التي قالت: “نصيحتي للمرأة. اتبعي شغفك، وثقي بنفسك، لتكون قادرة على تحقيق أهدافك”، فيما أوضحت لطيفة بن حيدر، مؤسسة منصة بَيتُكِ والشريكة المؤسسة لمنصة منتال هيلث آيه إي ” إنه من الملهم الاستماع إلى نجاحات رواد الأعمال وأن تتعرف إلى رحلتهم”، فيما قالت ميلدا أكين، رائدة الأعمال في المجال التقني ومؤسسة شركتي D14.Ai وسيريوس لابس: “ماذا كنتي ستفعلين لو كنتي خائفة فقط، ولم تكن لديك الجرأة أن تفعلي ما تودين القيام به”، وقالت هند بنت دميثان، مؤسسة استوديو همزة وصل، ومديرة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “فليكن شغفك هو الدافع إلى مستقبل أفضل”.
كما شهدت جلسة “الفضاء كخدمة” مشاركة كلٍ من آنا هازليت، مؤسسة ومديرة شركة أزوركس؛ والدكتورة سعاد الشامسي، أول مهندسة طيران إماراتية، وآيات عمرو، سفيرة الشباب الأردنية وسفيرة النساء والفتيات في مجال العلوم لدى الأمم المتحدة؛ ورنا نواس، الشريكة في شركة أوليفر وايمان، وصاحبة المدونة الصوتية “عندما تفوز النساء”.
وأشارت هازليت: “من أصل 622 شخصًا ذهبوا إلى الفضاء كانت 75 منهم فقط من النساء. إننا في أزوركس في مهمة لتغيير مسار رحلة الإنسان إلى الفضاء، وأملنا أن تساهم المزيد من النساء، ومن خلفيات متنوعة في صناعة الفضاء”، فيما أوضحت نواس: “في هذا العصر يجب أن تكون الشركات قادرة على المنافسة لأن الساحة صارت تنافسية للغاية”، واختتمت آيات عمرو حديثها بالقول: “كونك امرأة ليس عذراً، إنه امتياز”، فيما قالت سعاد الشامسي: “إذا كان بمقدورك الحلم، فبإمكانك تحقيقه بابتسامة عريضة”.
كما تخللت الفعالية فقرة عزف على العود قدمتها شمسة الجسمي، أول عازفة عود إماراتية، إضافةً إلى عرض فني قدمته الفنانة هند بن دميثان، مؤسسة استوديو همزة وصل، ومديرة قسم الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
ويحتفي يوم المرأة العالمي بإنجازات المرأة ويسلط الضوء على حقوقها، وتأتي احتفالات يوم المرأة العالمي لعام 2023 تحت شعار “إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق التوازن بين الجنسين”، وذلك بهدف استكشاف تأثير الفجوة الرقمية بين الجنسين على تعزيز جوانب عدم التوازن على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.