كشفت نتائج استطلاع رأي؛ أجرته شبكة كرتون نتورك بالتعاون مع يوجوف، عن أن حملتها التوعوية السنوية مبادرة الصداقة “كن صديقاً – لا تتنمر” التي يتم إصدارها بشكل سنوي بالتعاون مع اليونسيف، أصبحت تشكل محركاً وعاملاً أساسياً نحو التغيير الإيجابي على صعيد مكافحة ظاهرة التنمر.
في هذا السياق؛ تستهدف الحملة وجهات نظر وآراء مختلفة لمعالجة هذه الظاهرة في المدارس والأماكن العامة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسلطت الدراسة الضوء على التأثير السلبي للتنمر على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا؛ مما يعكس التزامها تجاه معالجة هذه الآفة المجتمعية من خلال حملتها السنوية. جاء ذلك من خلال مؤتمر صحفي عقد في إمارة دبي اليوم.
هذا وتم اصدار الاستطلاع تزامناً مع أسبوع مكافحة التنمر، الذي يمتد ما بين (14-18 نوفمبر). في هذا السياق؛ أكدت الدراسة أنه رغم أكثر من نصف الآباء في دولة الإمارات والسعودية ومصر قد لاحظوا زيادة في التنمر الإلكتروني، إلا أنه كان هناك انخفاض عام في معدل حدوثه مقارنة بالعام السابق. ووفقاً للدراسة؛ كان المظهر الجسدي والمهارات الاجتماعية والنوع الجنسي من أهم أسباب التنمر في دولة الإمارات ومصر والسعودية؛ كما كان التنمر اللفظي والنفسي والجسدي شائعًا في المدارس والأماكن الخارجية.
ولاحظ الآباء أن نقص الانضباط التوجيهي من جانبهم والغيرة والوقت المفرط على الإنترنت/الاستخدام غير الخاضع للإشراف وتقليد العنف الذين يشاهدونه عبر التلفاز وألعاب الفيديو كانت من بين الأسباب الرئيسية للتنمر؛ بينما أكد الأغلبية أن التكنولوجيا لها تأثير سلبي على التنمر.
ومن بين النتائج الإيجابية التي استخلصتها الدراسة: أوضح ما يقرب من 3 من كل 4 من الآباء في دولة الإمارات أن هنالك زيادة معدلات الثقة في الاجراءات والخطوات التي تتخذها مدارس أطفالهم؛ حيث يبذلون كل ما في وسعها لمعالجة ظاهرة التنمر والقضاء عليها. ورغم أن مستويات الثقة بين أولياء الأمور في السعودية كانت أقل قليلاً؛ مسجلاً ما نسبته 63٪. في هذا الإطار؛ أكد أكثر من نصف أولياء الأمور في المملكة العربية السعودية (54٪) ونصفهم في الإمارات (50٪) أن مبادرة الصداقة من كرتون نتورك كان لها تأثير إيجابي على معالجة القضايا المتعلقة بالتنمر.
هذا ويتعرض الأطفال عبر المنطقة للتنمر في المدرسة أكثر من أي مكان آخر، مما يؤدي إلى فقدان الثقة وزيادة الشعور بالاكتئاب والقلق والعدوان المفرط وإيذاء النفس. كما أشار الاستطلاع إلى أن التردد في الإبلاغ عن التنمر يرجع أساسًا إلى الخجل أو الخوف من الانتقام. لاحظ نصف الآباء في دولة الإمارات أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر فشلوا في الإبلاغ عن معاناتهم لأنهم شعروا أنه لن يتمكن أحد من مساعدتهم.
ووفقاً للاستطلاع؛ كانت مساعدة الأطفال على معالجة الموقف بأنفسهم وتقديم شكوى إلى المسؤولين في المدرسة من بين أكثر الإجراءات المفضلة للآباء، إذا تعرض طفلهم للتنمر. وكان الوصول إلى والدي المتنمر مباشرة يعد نهجًا آخر يفضله المشاركون في الاستطلاع في دولة الإمارات، بينما ذكر الآباء في السعودية أنهم سيبلغون عن ملف تعريف المتنمر على النظام الأساسي عبر الإنترنت حيث حدث التنمر.
وفي معرض تعليقه وحضوره؛ قال محمد شيحة، رئيس التسويق الرقمي والاتصالات في شركة وارنر برذرز ديسكفري: “تلتزم كرتون نتورك تجاه القضاء على ظاهرة التنمر من خلال تقديم برامج الدعم للأطفال وزيادة مستويات الوعي حول هذه الآفة المجتمعية التي ربما تعصف بمجتماعتنا على المديين القصير والطويل إذا لم نتصدى لها جميعاً. ومن خلال التعاون مع اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشأن المحتوى التعليمي والتوعوي؛ فإننا نضمن تحقيق أكبر تأثير إيجابي في هذا الشأن. تسلط مبادرة الصداقة تحت شعار “كن صديقاً – لا تتنمر” الضوء على الصعوبات التي يواجهها عدد لا يحصى من الأطفال الصغار في المدارس على صعيد المنطقة. ويهدف استطلاعنا الذي أجريناه بالتعاون يوجوف إلى تزويد المدارس وأولياء الأمور بالإحصاءات الصحيحة لمعالجة التنمر “.
من خلال العمل المتواصل مع اليونسيف والاستفادة من خبرات المنظمة العالمية؛ أطلقت كرتون نتورك الشرق الأوسط النسخة الثالثة من مبادرة الصداقة تحت شعار “كن صديقاً لا تتنمر” التي تهدف إلى زيادة الوعي حول الآثار السلبية للتنمر على الأطفال على المدى الطويل.
بدوره؛ قال سالم عويس، القائم بأعمال الرئيس الإقليمي للدعوة والاتصال في منظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يستحق أن يعيش كل طفل في حياة سعيدة وآمنة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تضافر الجهود للقضاء على التنمر. إن العواقب الضارة وطويلة الأمد للتنمر على الأطفال تحمل في طياتها مخاطر جسيمة، مما يؤثر على صحتهم العاطفية والعقلية. وهنا؛ يسعدنا التعاون مع كرتون نتورك الشرق الأوسط عبر إطلاق مبادرة الصداقة؛ وهي حملة إقليمية تُعنى بحماية الأطفال من التنمر في المنطقة “.
وكجزء من المبادرة، أطلقت كرتون نتورك سلسلة من المحتوى التوعوي الرقمي الذي سلط الضوء على آثار التنمر وأهمية التصدي له. وقامت مبادرة الصداقة من خلال نسختيها الأولى والثانية تقديم ورش توعوية لأكثر من 12500 طالب في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.